النسبة الذهبية
النسبة الذهبية أو الرقم الذهبي 1.618 رقم بسيط في شكله وللوهلة الأولى يعتبر رقماً عادياً جداً، ولكن في حقيقة الأمـــر يعتبر من أكثر الأرقام إثارة للجدل على مر التاريخ فهي نسبة تُكسب كل عمـــل نقوم به في شتي مجالات الحياة -إذا ما استخدمناها- جمالاً وإتقاناً وتجعل منه عملاً إبداعياً. (وهي إحدى مقاييس الجمال وأحد أسرار الجمال من حولنا في هذا الكون).
فالتناسب بشكل عام المبني علي الاتزان بين الاطوال -حتى ولو لم يكن باتباع أي قواعد نسبية- سر يتبعه كل من يهدف الي الاتقان والابداع ويعطي جمال ورونق خاص ويلفت الأنظار , وسعيا من الانسان للوصول لمقياس دائم لعلم الجمال فعند اكتشاف النسبة الذهبية واكتشاف أنها مقياس لكل ما هو جذاب وجميل ومريح للعين وأنها مقياس لمدي الدرجة الإبداعية التي يقع بها العمل . اكتشـف أن تلك النسبة متواجــده في كل شيء حوله في الطبيعــة بدرجه مدهشــة مما يعطي الطبيعة رونقــا خاصا وجمال رباني لا يضاها , وحتى الكائنات الحية في الطبيعة وفي مقدمتها الانسان كانت مبنية في تكوينها علي أساس ابداعي وتناسق لا يضاهي بين تركيبة أجزاء أجسامها وتواجـــــد كبير جدا للنسبة الذهبية عند الاطلاع عن قرب لمختلف الأشياء من حولنا .
فنري أن تلك النسبة في المخلوقات من حولنا ( إنسان- حيوان – نبات – وحتى الجماد ) والتناسق الإبداعي في خلقتها تدليل علي وجود الخالق وعظَمته سبحانه وتعالي في خلقه ووحدانيتة (وكل شيء عنده بمقدار) صدق الله العظيم
هذا الموضوع وهذه النسبة تهم أيضا كل من له هواية ومواهب فنية في التصوير والرسم والعمارة والديكور وغيرهم ممن يبتكرون الأشياء القيمة والجميلة .
فمن جماليات أي عمل ابتكاري وجود نسبة وتناسب فيه حتى ولو لم يستخدم الرقم الذهبي فتجعل العمل جذاب ويلفت الأنظار إليـه وحتى أنه يبعث علي الراحة النفسية في المجالات الفنية السابق ذكرهـا .
اكتشاف النسبة الذهبية :-
النسبة الذهبية أو الرقم الذهبي أو النسبة الإلهيـة أو الرقم فأي كلها مسميات بدأت في الظهور بعد أن عمل ليوناردو فيبوناتشي على عمل المتتالية الشهيرة والمسماة باسمه (متتالية فيبوناتشي Fibonacci number).
وأرقام المتتالية علي النسق التالي : 0, 1, 1, 2, 3, 5, 8, 13, 21, 34, 55, 89, 144,…….. بحيث أن كل رقم هو نتاج مجموع الرقمين السابقين له , ويقترب ناتج قسمة كل رقم بما قبله من 1.618 شيئا فشيئا .
النسبة الذهبية في الطبيعة :-
لقد تبين أن النسبة الذهبية كامنة في الطبيعة بشكل مذهل بما يصعب تصديقه، ومتواجدة في كـل شيء من انسان لحيوان لنبات لجماد , فسبحان من خلق كل شيء بمقدار.
جسم الإنسان مبني بتقسيماته الهيكلية الأساسية وأبعاده الخارجية على النسبة الذهبية, في توازن مدهـــش بين كل ابعاد وتقسيمات جسم الانسان.
فالمسافة بين أعلى رأس الإنسان إلى أخمص قدمية مقسومة على المسافة من السرة إلى الأرض تعطي النسبة الذهبية , والخصر للأرض مقسوما على الركبة للأرض تحقق النسبة الذهبية, والمسافة من الكتف لأطراف الأصابع مقسومة على المسافة من الكوع لأطراف الأصابع تعطي النسبة الذهبية.
المسافة بين الورك الى الأرض مقسمة على المسافة بين الركبة و الأرض تعطيك نفس الرقم الذهبي، وحتى في وجه الإنسان وأدق التفاصيل تخضع للنسبة الذهبيــة!!
كل ما في جسم الانسان من سلاميات الأصابع و أصابع القدمين و الحبل الشوكي و نسبة الوجه الى الجسم كلها تعود الى هذه النسبة في تناســـق مدهش للأبعاد , وبالتالي فإن جسم الانسان مع هذا التناسق يعد مثال حي للنسبة الذهبية:
ونري أيضا النسبة الذهبية في جسم الحيوان فلقد اكتشف علماء البيولوجي خاصية غريبة تتعلق بمجتمعات النحل هي أن عدد الإناث في أي خلية يفوق عدد الذكور بنسبة ثابتة وهذه النسبة هي 1,618 , ونجد هذه النسبة المتناسقة أيضـا في الحلزون وفي كثير من الحيوانات كالدولفين والفراشات, وأيضـا في النباتات.
النسبة الذهبيــه عبر بعض العصــور (هندسة العمارة):
الحضارة الفرعونية :-
هناك من ينسب أول معرفة للنسبة الذهبية النسبة الذهبية للعصر الفرعوني ويدللون بذلك علي استخدام الفراعنة لها في الأهرامات , وبالأخص الهرم الأكبـر:
حيث أظهرت الدراسات الحديثة التي أجراها العلماء أن الهرم الأكبر خوفـو يخضع لقوانين النسبة الذهبية، حيث إن النسبة بين المسافة من قمة الهرم إلى منتصف أحد أضلاع وجه الهرم، وبين المسافة من نفس النقطة حتى مركز قاعدة الهرم مربعة تساوي النسبة الذهبية.
الحضارة اليونانية :-
ظهرت أيضا في الحضارة اليونانية القديمة عن طريق إحدى نظريات إقليدس حين طرح فكرة تقسيم قطعة مستقيم إلى قسمين بحيث AC/CB =AB/AC , ومع الرياضي اليوناني فيثاغورس حيث أجرى الدراسات والأبحاث في علوم الطبيعة لدراسة معايير الجمال وعلاقات النسب في الطبيعة، وتوصل إلى ما يعرف بالمستطيل الذهبي:
أظهرت الدراسات المعمارية الحديثة أن هيكل البارثينون – أكروبوليس أثينـا يخضع لهذه النسبة حيث وجد اليونانيون القدماء ان هذه النسبة مريحة بصرياً ومن أهم معايير الجمال في الطبيعة، ولذا فقد طبقوا هذا المستطيل الذهبي في عمائرهم.
الحضارة الإسلاميــة :-
جمال العمارة الإسلاميـة المبهر وتفاصيلها الدقيقة كان لابد أن تقرن في بعض منها بأداة ومقياس الجمال النسبة الذهبية، فنري العمارة الإسلامية مقترنة بالنسبة الذهبية في عدة أمثله:
جامع القيروان الكبير ( مسجد عقبة بن نافع) تونس : الذي تتواجد النسبة الذهبية في تصميمه متناسقة بين معظم أرجائه من المساحة الكلية، إلى مساحة فناء المسجد حتى التناسب الواضح في مناراته .
العصر الحديـث :-
يشتهر المعماري المعروف لي كوربوزيه و ماريو بوتا بتوظيفهما هذه النسبة الساحرة في كثير من أعمالهما، وتتواجد النسبة الذهبية في الكثير من المعالم حديثة النشأة ومن أهمها مبني الأمم المتحدة وتظهر النسبة الذهبية فيه عند مقارنة عرض المبني إلى الارتفاع لكل عشر طوابق فيه.
النسبة الذهبية في الفنون :-
فن الرسـم :
قام بعض مشاهير الرسم بمراعاة النسبة الذهبية في أعمالهم وهناك أمثله علي ذلك قام ليوناردو دافينشي بمراعاة تلك النسبة في لوحتــه الشهيرة الموناليزا وقد كان من المهتمين كثيرا بالنسبة الذهبية.
وأيضا في لوحة العشاء الأخيـر بها نفس التناسق الرائع للنسبة الذهبية.
وأيضا كان الفنان لاورانس ألما-تاديما مهووس بتلك النسبة ووظفها بشكل متكامل في لوحتــه (The Roses of Heliogabalus) وفي الرسم المعاصر، اشتهر الرسام (سيلفادور دالي) باستخدام النسبة الذهبية وبالأخص في لوحته (The Sacrament of the Last Supper)التي تحوي عدداً من الاستخدامات لها.
إلى جانبه يأتي “موندرين” ، فنراها في رسوماته مثل “Broadway Boogie Woogie” و الـ “Comp RYB.-
فن التصويـر الفوتوغرافي :
يعتمد التصوير الفوتوغرافي في المقام الأول علي حس الخيال الواسـع والتذوق الفنـي , وإن تم تطبيق النسبة الذهبية فيه فسيعطي انطباعات خيالية وسيعبر بشكل كبير عن أحاسيس الصورة.
وهناك عدة أساليب لتطبيق النسبة الذهبية في الصور .
1- قاعدة الأثلاث الذهبيـة , وتم التركيز علي الطائر بوضعه علي أحد التقاطعات
1- الأثلاث الذهبية – مشابهة لقاعدة الأثلاث الشهيرة ولكن الأبعاد ليست متساوية تماماً بل هي على قدر (1:618:1). وعلى هذا التقسيم يتم تحديد موضع الجسم المراد تصويره. بحيث يكون العنصر الأهم موجوداً بالضبط على أحد تقاطعات الخطوط الأربعة.
2- المثلثات الذهبية للخطوط المائلة
2- المثلثات الذهبية – ملائمة أكثر للصور ذات الخطوط المائلة. هنالك مثلثات ثابتة وعليه يضع المصور أجسامه بشكل تقريبي بمحاذاة تلك المثلثات والخطوط الذهبية.
الالتواء الذهبي يقود العين نحو المركز
3- الالتواء الذهبي – يجب أن يكون هنالك شيء ما في الصورة يتبع هذا الالتواء الذهبي ويقود العين نحو المركز
للمزيد عن أساليب تطبيق النسبة في الصور: 1, 2, 3
انتشر مؤخـرا علي الإنترنت فيديو يتحدث علي أن مكان وموقع مكــــة المكرمة التي بها قبلة المسلمين تخضع للنسبــة الذهبية.
فبعد قياس المسافة من القطب الشمالي لمكة المكرمة , والمسافة من مكـة المكرمة للقطب الجنوبي واخضاعهما للتناسب الطولي وجد أن الرقم الناتج هو الرقم الذهبـي , وعليه فإن مكة المكرمة هي مركز النسبة الذهبية للكرة الأرضيـة.
حقيقة لا أعلم مصدر الفيديو والقائمين علي إنشاؤه . لكنه انتشر مؤخرا بشكــل كبير جدا وعند متابعة الفيديو نراه يتحدث عن أرقام حسابية إعجازية عن مكان وموقع مكة المكرمة وخضوعها للنسبة الذهبية وأنها مركز النسبة الذهبية للعالم.
موضوع ممتاز
إرسال ردحذفأكثر من رائع......شئ بالفعل لا تعبر عنه كلمات
إرسال ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
إرسال ردحذفموضوع رااااااائع
إرسال ردحذفموضوع راااائع
إرسال ردحذفموضوع مهم جدا وفوق الممتاز ومهم ومفيد ونشكر من ساهم في نشره
إرسال ردحذف